الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

المفكر السوري نديم سراج الدين: الأمن بمنطقتنا أهم من الحرية ( الجزء الثاني ) .

حوار : محمد الحريري

هل تعتقد أنه يمكن تطبيق فكرة دمج الجيش في الحياة المدنية بمجتماعتنا العربية، خصوصا وأن الشعوب عندنا تربط بين الحاكم ذوى الأصول العسكرية وبين الاستقرار السياسي والاجتماعي، وربما هذا ظهر جلياً في أوقات الربيع العربي (أنا أو الفوضى)؟

هذا السؤال مرتبط بالشعور بالمسؤولية، وللأسف، فإن مقولة “أنا أو الفوضى” جاءت على أساس أن “الأمن في منطقتنا العربية أهم من الحرية”، كحل قصير المدى لكنه مبدأ خطأ ومتطرف.

في الشرق عندنا مثل معروف وهو نحن نقبل بديكتاتور عادل، لأن العدالة هي تطبيق العقل والحكمة من أجل هدف عام.

وهل تعتقد أن هناك تأثير متبادل بين التفكير العسكري والمدني؟

هذا يخص علاقة الأمن مع الحرية، ومعادلة الفيلسوف الانجليزي توماس بوبر تقول “كلما زاد الأمن والرقابة كلما قلت الحريات والعكس”.

والأمر يخوضنا للحديث عن التجربة الألمانية وأنا تتلمذت على يد جنرال عسكري كان مديراً للإدارة السياسية للجيش الألماني، لكن لا شك أن هناك صعوبة في تطبيق الفكر الألماني على النظم لدينا في المنطقة العربية.

ولا يمكن تطبيق النظرية على العملية لأن التفكير مختلف، ولا نستطيع أن نأخذ أفكار لاتتناسب مع تاريخنا وطبيعتنا.

ففي الشرق العربي، أحياناً الحاكم فردي وأناني ومسؤول فقط أمام عائلته، أي أنه ينظر فقط إلى المصلحة الخاصة، أما المصلحة العامة بالنسبة له فهي ثانوية.

ونتيجة هذا التفكير هو عدم الاهتمام بالقضايا العامة، هذا يعني عدم اهتمامه بالعالم، فالعربي يطلب من العالم التدخل والمساعدة عندما يقع في الكارثة، لكن العالم ليس دائما خادماً تحت أمر المواطن الأناني.

إذا ما الحل الذي يتناسب مع منطقتنا العربية؟

الدراسة في العمق والتحليل والمناقشة الحرة ، وأهم موضوع في الواقع العربي، هو ضرورة رفض العنف من كل الأطراف لأنه لا يوجد أحد عاقل يجازف بحياته من أجل الآخرين، كما يحدث.

وعلينا أن نستفيد من التجربة الألمانية ومراحل تطورها من العسكرية حتى مرحلة جيش الشعب.

هل تعتقد أن دخول الجيش في الحياة المدنية سيساعد على تحقيق الديمقراطية؟

عدم تحقيق الديمقراطية من القاعدة الشعبية أفشل العمل، وأجبرنا على البحث عن بديل آخر، وهو تغيير وتطوير النظام العسكري، ولا يعني ذلك أن نكون ضده، فالنتيجة كانت كارثة شاملة وعامة كما يحدث في سوريا.

مصر يحكمها الآن رئيس بخلفية عسكرية بعد عام من حكم الإخوان المسلمين.. كيف تقرأ الواقع وكيف تستطلع المستقبل ؟

الوعي السياسي الشعبي في مصر كان ولا يزال ديني لم تتقبله الفلسفة الغربية أو نظريات مقنعة أو حيادية موضوعية تناسب القرن ال 21.

والحسم العسكري مبدئياً كان ولا يزال غير صحيح، والعقلية الأوروبية الغربية منفتحة لم تكن يوماً ما ضد الدين بل كانت مع العقل والفكر والعقيدة المعتدلة ومنطق العقل السليم رفعت المستوى الديني إلى العلى.

بعد حوالي 65 سنة من ثورة يوليو ، هل تعتقد أن جمال عبد الناصر ومن بعده من الحكام نجحوا في الدخول إلى الحياة المدنية وخلعوا الزي العسكري أم ظلوا به حتى النهاية؟

عبد الناصر نادى بالاتحاد والنظام والعمل، وهذه هي الماركسية الأصيلة كفلسفة ألمانية، فالشعب الألماني شعب جدي بالنسبة للعمل، وليس كما هو مفهوم عند الآخرين أن الاشتراكية هي ثورية انقلابية نقدية، فالفلسفة الألمانية هي فلسفة العمل.

ولم يناد عبد الناصر بالديمقراطية، فكان تفكيره عسكري واقعي وكان ضروري تطبيقه بغض النظر عن الأيدولوجية لأنه كان عمل شعبي وواقعي ملموس.

والجسر بين الحاكم والمحكوم هو العقل والإنصاف والتواضع والتصرف اللائق المسالم المسماة “بالتصرف الأدبي”، وليس العاطفة السياسية الحادة المهينة عند المواطن العربي، فالمواطن العربي أمام السياسي المدني يمكن أن يحترمه ولا يحبه، وأمام العسكري فهو يحترمه ولا يحبه.

والمعادلة الأخيرة هي “من لم يأت بحكمة وعقل موسى يأتي بعصا فرعون” والتصرف الصحيح والموقف المهذب يكون حسب النظريات السياسية الحديثة لمبادئ تحقيق الديمقراطية، وفرضية الحوار المدني والتعايش السلمي.

ولنتذكر أن الشعوب العسكرية الثلاثة (الأتراك واليابانيين والألمان) شعوب وأنظمة سياسية ناجحة، يمكن التعلم منهم التصرف الحضاري الذي يعد أحد أسباب نجاح السياسة العالمية.

عن عيون المجلس

شاهد أيضاً

خراب فلسطين

اعتذار ومحبة إلى فلسطين.. للكاتبة نجمة عمر علي

بقلم: نجمة عمر علي بالنيابة عن شعبي وبالنيابة عن تراب وطني، أعتذر منك يا فلسطين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *