رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

إليكم.. الجزء الثالث من قصة نجمة عمر “القاضية المذنبة”

تنشر لكم جريدة عيون المجلس الجزء الثالث من القصة المنتظرة “القاضية المذنبة” للكاتبة نجمة عمر.

عمّ الصمت الغرفة فجأة، وتوقف المريض عن الكلام. كان قد غلبه النوم من فرط الإجهاد والبكاء وسفره في عالم الذاكرة. استهلك كل ما تبقى له من قوة في العتاب، في عتاب حبيبته التي لم يعلم أحد من تكون.

اقتربت الممرضة من القاضية وهمست بصوت خافت:

  • نحن آسفون، سيدتي. كل من يراه منا يعتقدها حبيبته التي لا يجدها، فشكراً لأنك جاريته في الحديث حتى هدأ ونام. نحن على هذه الحالة منذ الأمس. أظنه يستوفي رمقه الأخير في الحياة.
  • قوموا باللازم يا آنسة وأعطوه العلاج فوراً. طلبه مرفوض.
  • سيدتي، انظري خلف زجاج الغرفة. هؤلاء الرجال يراقبوننا ولن يسمحوا له بأخذ العلاج. إنهم يمنعون دخول الدم حتى ولو كان في أكياس. إنهم مسلحون.
  • لقد اطلعت على ملفه الطبي، وزمرة دمه هي نفس زمرة دمي. لن أغادر الغرفة. قومي بتعقيم المكان وباشري عملية إنقاذه. قالت “جوليا” متحدية العالم لإنقاذ من أرسلها القدر إليه بلا تخطيط، فقط ليعيش.

أسرعت الممرضة وأخبرت الطبيب بأمر القاضية، فرحب بالفكرة وأخفى أدوات العمل تحت لحاف معقم، وتظاهر بأن المريض يحتضر. دخل الغرفة وأغلق الباب وأسدل الستائر، وقال وهو يصارع آخر لحظات الانتصار:

  • مرحباً سيدتي القاضية. تبقى أمر مهم وهو التأكد من أن دمك خالٍ من كل الأمراض. هذه مسؤولية وشرف المهنة، ولن نقدم على هكذا عمل بلا تفكير. سنأخذ عينة من دمك لفحصها بسرعة ثم نشتت انتباه الحراس وننقذ المريض. هي ساعات قليلة، وبعدها يدخل في حالة غيبوبة، ولن نعلم متى سيصحو لأنه من المؤكد لن يصحو ودمه ينهشه بلا رحمة.
  • طبعاً، هذا واجبك وحقه في دم نظيف ليعيش. بسرعة، خذ العينة.

تمت المهمة بسلام، والكل ينتظر نتيجة تحليل الدم للقاضية في صمت ورهبة. كانت الحرب الباردة تعصف بقلوب كامل الطاقم الطبي الذي أحب روح الشاب وألفوا طيبته وبراءة قلبه. كان لطيفاً يغني لهم كل صباح حتى تعبت عضلاته ووهنت أنامله وتوقف عن العزف وصار ينتظر الموت الرحيم ببطء.

كانت لحظات الانتظار تمر وكأنها سنوات، و”جوليا” تراقب ارتفاع صدر المريض وانخفاضه. كل كلمات الحب التي لم تكن لها تعصف بروحها وتنزف دمعاً صامتاً. سافرت بها الذاكرة لكل الكلمات التي سمعتها ذات حب متعثر بكبوات الملح والفراق، وتمتمت: “ليتني من رمال الشاطئ يصنعني ويزين ثوبي بأصداف البحر واللؤلؤ، وتغطينا موجة فأذوب كالملح وأندثر مع البحر ولا أعود.”

هنا ينتهي الجزء الثالث من قصة “القاضية المذنبة” للكاتبة نجمة عمر، وسبق أن نشرت الكتابة نجمة عمر الجزء الأول والثاني من قصتها القاضية المذنبة في جريدة عيون المجلس ويمكنك قرائته من هنا

قصة القاضية المذنبة (( 1 ))

إليكم.. الجزء الثاني من القاضية المذنبة.. بقلم الكاتبة نجمة عمر

عن Eyon Elmagles

شاهد أيضاً

أزمة جديدة لحسن شاكوش: إيقاف عن العمل وتحقيق بسبب فيديو مسيء

أزمة جديدة لحسن شاكوش: إيقاف عن العمل وتحقيق بسبب فيديو مسيء

كتبت: مروة الجبار أعلن الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، عن تحويل المطرب حسن شاكوش …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *