رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

جزء خامس من قصة “القاضية المذنبة” للكاتبة نجمة عمر علي

تنشر لكم جريدة عيون المجلس الجزء الخامس من القصة المنتظرة “القاضية المذنبة” للكاتبة نجمة عمر علي.

استغرب الطبيب من جواب القاضية وقال:

  • تنتقمين لنفسك .. يعني تثأرين .. هذا ما تقصدين؟

أجابت القاضية بهدوء:

  • ليس بالمعنى الحرفي، أيها الطبيب. الحياة هدية من رب السماء لبني البشر، لكننا أسأنا التصرف وبالغنا في العطاء حتى انهارت كل القيم بلا تخطيط منا، وسمحنا لبذرات السوء أن تختلط بنبات الأرض، فصار كل شيء هجينا يفتقد للأصل وللهوية. ممكن فضلاً أن تراقب معدل ضغطي؟ أشعر ببعض الغثيان.
  • لا تقلقي، الأمر عادي .. استرخي ولا تجهدي نفسك.

نظر الطبيب إلى الممرضة نظرة تفيض بألف قصة وقصة، وكأنه يستنطق صمتها الطويل. في تلك الثواني قبل سحب الأسلاك من الشرايين، كانت “جوليا” تنظر عن كثب، بقلب كسيح، لتدفق الحياة منها لذلك الجسد الرث المنتظر للحظة الفناء. كان مغمض العينين، مبتور الفؤاد، متعرق الوتين. كانت تشعر بكل رجفات روحه فتعتصر دمعا متوقفا، وتنطق بأحكام تصرخ لفقد رائحة التوقيع.

تسارعت دقات قلبي الجسدين وارتفع أنين الآلة المساعدة على تدفق الدم. ارتبك الطبيب واقترب مسرعا من القاضية التي غابت عن الوعي، وأخذ يصرخ مناديا ألا تنام وتبقى متيقظة، لكنها صارت بروح حالمة مزروعة في غيمة ماطرة. كان صدى الصراخ يضمحل والروح تتوه في طرقات الغابة المورقة. كانت بثوب أبيض غير ممزق، وباقات الياسمين تخيط كل الندبات وشروخ الروح، ولمحت طيفًا يفتح ذراعيه ليستقبلها حاضنا. كان الطيف يشبه لحظات اللقاء بأمها التي غادرت وطنها المغترب والبيت المتراكم وجعا وقهرا. ابتسمت الروح لساعة الخلاص من تعب الدنيا وفوضاها، وركضت لحضن الأم البعيد، ولكنها انتفضت كانتفاض الملسوع، واختفى طيف أمها وعاد الضوء لعينيها… لقد عادت للحياة بعد إنعاشها.

صرخ الطبيب:

  • لقد كدنا أن نفقدها.

أضافت الممرضة:

  • لقد عادت للحياة بأعجوبة.

قال الطبيب للممرضة:

  • هيا، أسرعي واسحبي كل الأسلاك من كليهما وغادري الغرفة، ولو سألك الحراس قولي إن القاضية تنتظر قدوم سكرتير مكتبها لجلب بعض الأوراق.

جلس الطبيب يراقب المنهكين من ضجيج الدم. امتزج دمهما واختلطت الذكريات، ونبض القلبان بالحياة من جديد. تمتم “جوليان” بعض الكلمات غير المفهومة وفتح عينيه بتثاقل. كان يفتح باب الأمل على عجل. اعتقد أنه في عالم مغاير لذلك الذي نوى الهرب منه. كان قابعا في عالم الزيف والحرب والظلم، بقلب نابض بدم طاهر نقي جديد.

قال الطبيب مرحبًا:

  • مرحبا “جوليان”.. لقد عدت للحياة.

استغرب جوليان وسأل:

  • عدت للحياة؟ كيف؟

هنا ينتهى الجزء الخامس من قصة القاضية المذنبة للكاتبة نجمة عمر علي وسبق أن نشرت الكاتبة نجمة عمر الجزء الثالت والرابع من قصتها القاضية المذنبة فى جريدة عيون المجلس ويمكنك قرائتة من هنا

قصة القاضية المذنبة (( 1 ))

إليكم.. الجزء الثاني من القاضية المذنبة.. بقلم الكاتبة نجمة عمر

إليكم.. الجزء الثالث من قصة نجمة عمر “القاضية المذنبة”

جزء رابع من قصة “القاضية المذنبة” للكاتبة نجمة عمر

عن Eyon Elmagles

شاهد أيضاً

اليوم ذكرى رحيل المخرج الكبيرعز الدين ذو الفقار

اليوم ذكرى رحيل المخرج الكبيرعز الدين ذو الفقار

كتبت/تغريد نظيف . «تحل اليوم ذكرى وفاة المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار، الذي رحل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *