
كتب: عبدالحميد حمزة
من أعماق الصحراء الغربية، وتحديدًا من واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، يبرز اسم الحاج عاطف علوي محمد السيد كأحد الشخصيات البارزة التي جمعت بين ريادة العمل السياحي والخدمة العامة والسياسية، ليصبح نموذجًا يحتذى به في العطاء والالتزام تجاه الوطن وأهله.
ولد الحاج عاطف علوي في الفرافرة، وتخرّج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، لكنه اختار طريقًا مختلفًا عن تخصصه الأكاديمي، مدفوعًا بحبه العميق لطبيعة الواحة وسحرها الفريد. فكان من أوائل من أدركوا القيمة السياحية للصحراء وثراءها البيئي والثقافي.
أسس مع إخوته فندق “بدوية الفرافرة”، الذي صُمم على الطراز البيئي المميز لواحات مصر، ليصبح أحد أشهر فنادق محافظة الوادي الجديد. وتوالت النجاحات بتأسيس فندق “بدوية الداخلة” الذي جسّد روح الواحات الأصيلة، مؤكدًا مكانتهم كروّاد في مجال السياحة البيئية والسفاري بمصر.
ولم تقتصر إنجازاتهم على حدود المحافظة، بل امتدت إلى القاهرة بتأسيس شركة “البدوية للسياحة”، التي فتحت آفاقًا جديدة للسياحة المصرية عبر تنظيم برامج سياحية في الأقصر وأسوان والفيوم ومطروح، مستفيدة من خبرتهم الميدانية في الصحراء ورؤيتهم الحديثة لتطوير القطاع السياحي.

إلى جانب نجاحه في المجال الاقتصادي، حمل الحاج عاطف علوي هموم أبناء الواحات على عاتقه، فكان من أوائل من خاضوا غمار العمل العام والسياسي في الفرافرة، حين كانت لا تزال قرية صغيرة في طور النمو.
تدرّج في المناصب المحلية من عضو مجلس محلي قرية إلى عضو مجلس محلي مركز، ثم عضو مجلس محلي محافظة، وظل صوتًا قويًا ومدافعًا شرسًا عن حقوق الواحات وسكانها.
تحمّل مشقة السفر لمسافات طويلة، إذ كان يقطع أكثر من 500 كيلومتر إلى مدينة الخارجة — مقر المحافظة — لحضور اجتماعات المجلس بانتظام، إيمانًا منه بأن الفرافرة يجب أن تكون دائمًا في قلب اهتمامات الدولة.
كما خاض الانتخابات البرلمانية ثلاث دورات متتالية، رغم أن عدد الناخبين في الفرافرة آنذاك لم يتجاوز 1500 صوت فقط، ما يعكس عزيمته وإصراره على تمثيل أهل الواحة تحت قبة البرلمان، وإيصال صوتهم إلى صناع القرار.
واليوم، يستعد الحاج عاطف علوي لخوض انتخابات مجلس النواب 2025، مستكملًا مسيرته الطويلة في خدمة أبناء الواحات، مؤكدًا أن الفرافرة قادمة بقوة لتأخذ مكانها المستحق على الخريطة السياسية والتنموية لمصر.
وبين السياحة والسياسة، ظلّ الحاج عاطف علوي مثالًا للرجل الوطني المخلص، الذي آمن بأن خدمة الناس لا تقل قيمة عن بناء المشاريع، وأن التنمية الحقيقية تبدأ من الإيمان بقدرات أبناء الوطن وإصرارهم على النهوض بمناطقهم.

عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة








