كتبت: سماح علي حامد
وجهت إلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، الشكر لمصر في يوم اللاجئ العالمي لاستقبالها ملايين اللاجئين وتوفيرها فرص الحصول على كافة الخدمات الصحية والتعليمية. كما شكرت بانوفا مفوضية الأمم المتحدة للاجئين على قيادتها الدعم الجماعي للأمم المتحدة في مصر لمساعدة أكثر اللاجئين ضعفًا والمجتمعات المضيفة لهم، وذلك عبر تدوينة لها على موقع “إكس”.
السودانيون في مصر بين استقبال ودعم أم انتهاكات واعتقالات؟
انتهاكات حقوقية ضد اللاجئين السودانيين
في تناقض مع إشادة الأمم المتحدة، نشرت منظمة العفو الدولية “أمنيستي” تقريرًا بعنوان “مكبلو الأيدي مثل المجرمين الخطرين: الاعتقال التعسفي والإعادة القسرية للاجئين السودانيين في مصر”، يكشف عن اعتقال لاجئين سودانيين وترحيلهم بشكل غير قانوني إلى السودان، رغم الصراع الدائر هناك. وأفاد التقرير بوقوع آلاف حالات الاعتقال التعسفي والطرد الجماعي، مستندًا إلى تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول ترحيل 3000 شخص من مصر إلى السودان في سبتمبر 2023.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية نيفين القباج، إلى استقبال مصر لأكثر من 500 ألف ضيف سوداني بعد اندلاع الأزمة السودانية، إضافة إلى 4.5 مليون سوداني مقيمين سابقًا. ورغم ذلك، فرضت الحكومة المصرية شرط الحصول على تأشيرة لجميع السودانيين بعد بدء النزاع، مما دفع الكثيرين لعبور الحدود بطرق غير نظامية.
مصرع سودانيين أثناء محاولتهم عبور الحدود
أفادت وسائل إعلام ومنظمات حقوقية بمصرع نحو 50 سودانيًا أثناء محاولتهم عبور الحدود بين السودان ومصر بشكل غير قانوني خلال الأسبوع الماضي. وأوضحت المصادر أن الضحايا، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، فقدوا حياتهم بسبب ضربات الشمس والجفاف والعطش، حيث وصلت درجة الحرارة في محافظة أسوان إلى 49.8 درجة مئوية، وهي أعلى درجة حرارة مسجلة في العالم في ذلك اليوم.
ظروف احتجاز قاسية وعمليات اعتقال تعسفية
كشف تقرير “أمنيستي” عن اعتقال 27 لاجئًا سودانيًا تعسفيًا، ونقلهم إلى مراكز احتجاز مؤقتة بمرافق غير إنسانية، حيث يتم احتجازهم في مستودعات وإسطبلات تفتقر إلى المرافق الأساسية، قبل نقلهم قسرًا إلى الحدود السودانية. ووثقت المنظمة اعتقال لاجئين حتى داخل المستشفيات العامة في أسوان، حيث كانوا يتلقون العلاج.
وأشار التقرير إلى أن الشرطة المصرية قامت بعمليات فحص جماعية للهوية تستهدف السودانيين، مما زرع الخوف في مجتمع اللاجئين وأثنى الكثيرين عن مغادرة منازلهم. ونقل السودانيين المعتقلين إلى مواقع احتجاز غير رسمية، حيث عانوا من ظروف قاسية وحرمان من الرعاية الصحية الكافية.