
بدون الحب، لن تتقدم الأمة قيد أنملة. فالحب الحقيقي يجب أن ينبع من ذاتك كضوء الشمس الذي يغمر كل من يقابله دون استثناء. ستجد من يبادلك هذا الحب عندما تجد من يستطيع أن يعكس ما تشعه روحك من الحب بنفس الدرجة. حينئذ، ستكون علاقة الحب حقيقية لأنها لن تكون انتقائية قائمة على احتياج جسدي أو نفسي زائل.
يقول الله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم).
إنني لا أعاني من عقدة المثقفين، لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتكلم بذكاء، والعيون التي لا تطرح الأسئلة. إن شرط الشهوة عندي مرتبط بشرط الشعر. فالمرأة قصيدة أموت عندما أكتبها، وأموت عندما أنساها.
من منا لا يريد الوصول إلى السلام النفسي الكامل والسمو فوق جميع مشاكل الحياة؟ من منا لا يرغب في وضع قدمه على الطريق الصحيح للعلاقات الاجتماعية والعاطفية؟ إذا كنت تشعر بالحب تجاه شريكك وفي بعض الأحيان تشعر برغبة في الانتقام منه أو مهاجمته بسبب بعض الأفعال الصادرة عنه، فأنت على الأرجح خلطت بين الحب الحقيقي والتعلق بالأنا ومفاهيمها المغلوطة.
فالحب الحقيقي لا يجتمع مع الرغبة في الانتقام والكراهية التي غالبًا ما تظهر في نهاية العلاقات عندما يفشل الشريك في تلبية احتياجات الأنا طوال الوقت.
دَعيني أضيفك حرفًا جديدًا
على أحرف الأبجدية
دَعيني أناقض نفسي قليلاً
وأجمع في الحب بين الحضارة والبربرية
أحد أهم القضايا في حياة الإنسان هي فكرة اختيار شريك الحياة ورحلة البحث عن الحب الحقيقي الذي يجد فيه الفرد ذاته الحقيقية. تكمن مأساة العلاقات الرومانسية في أنها تقوم بين اثنين اتخذا قرارهما بناءً على شعور بالاحتياج والنقص، وهي طبيعة بشرية. الاحتياج هنا له صورتان: احتياج جسدي وآخر نفسي.
يُعد الاحتياج الجسدي من أقوى الدوافع التي تقف وراء اتخاذ قرار إقامة علاقة، فحتى وإن لم يكن هدفًا مُعلنًا، فإن الحقيقة الثابتة أن الرجل لا يشعر باكتماله الجسدي إلا في وجود امرأة، والعكس صحيح. إلا أنه سرعان ما يشعر بالسعادة الزائفة ويبحث عن بديل.
أريدك أن تكوني حبيبتي
حتى تنتصر القصيدة
على المسدس الكاتم للصوت
وينتصر التلاميذ… وتنتصر الوردة
وتنتصر المكتبات… على مصانع الأسلحة
في بداية العلاقة، يشعر الإنسان أنه في علاقة تُغنيه عن العالم كله، حتى تصبح العلاقة بين الشريكين كإدمان المخدرات، يشعر كلا منهما بالسعادة في حضور الآخر والاضطراب في غيابه.
ثم يبدأ هذا الاضطراب يأخذ أشكالاً متعددة مثل الغيرة الجنونية وحب التملك، ثم لوم واتهامات متبادلة، لتتحول الحياة بالتدريج إلى معاناة بعد أن كانت العلاقة من أكبر مسببات السعادة. إذا فقد نكون على خطأ إن أطلقنا على مثل هذه العلاقات “علاقة حب”.
الحب يا حبيبتي… قصيدة جميلة مكتوبة على القمر… الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر… الحب منقوش على ريش العصافير وحبات المطر… لكن أي امرأة في بلدي إذا أحبت رجلاً… تُرمى بخمسين حجر.
ويحدث أمر مشابه فيما يتعلق بالاحتياج النفسي، فالشخص المستسلم لسيطرة عقله ومنفصل عن ذاته الحقيقية، يندفع نحو الدخول في علاقة إرضاءً لاعتبارات كثيرة، مثل صورته أمام المجتمع أو ربطه النجاح والفشل في الحياة بمثل هذه العلاقات، فضلاً عن وجود احتياج عاطفي لشخص يُبدي اهتمامه به ومشاركته أنشطته.
إلا أن كل هذه الاحتياجات وليدة الأنا أو الذات المزيفة، لذا سرعان ما يزول أثر السعادة التي تحققها ويبقى الخوف والقلق اللذان بميزان الأنا أيضًا.
أشكوكي للسماء… كيف استطعتِ، كيف أن تختصري… جميع ما في الكون من نساء؟
بالتأكيد ليس الحل في تجنب العلاقات مع الجنس الآخر، بل في التركيز على اللحظة الحالية واستشعار السعادة النابعة من الذات الحقيقية المتحررة من أطماع الجسد ومفاهيم العقل المغلوطة واحتياجات الأنا.
لكن البعض يظن أنه إن انتبه للحظة الحالية لن يجد فيها سوى الألم والقلق، لكن ذلك غير صحيح، فالألم والقلق ليسا سوى نتيجة طبيعية للندم على الماضي والخوف من المستقبل، أما جمال وقوة الذات الحقيقية لن يظهر سوى في اللحظة الحالية فقط.
لأن كلام القواميس مات… لأن كلام المكاتيب مات… لأن كلام الروايات مات… أريد اكتشاف طريقة عشق… أحبك فيها بلا كلمات.
مهما كانت درجة وعي الإنسان واحتياجاته النفسية لشريك لا يمكن إغفالها وبالتأكيد نحن لا ندعو لذلك. يمتلئ العالم الآن بملايين البشر الذين قرروا استكمال حياتهم بمفردهم خوفًا من تكرار تجارب ماضية مؤلمة.
وملايين ممن استسلموا لفكرة الاستمرار في علاقات تستنزف طاقة أرواحهم، تحت ذريعة أنهم يفعلون ذلك بسبب وجود أطفال أو لمجرد أن ذلك يعطيهم شعورًا وهميًا بالأمان أو بحكم تعودهم أو حتى خوفًا من الشعور بالوحدة.
وهو شكل آخر من أشكال اللاوعي أو الانسياق وراء أفكار العقل، التي لا يضع لها حدًا سوى اتخاذ الخطوة الأولى وهي الاعتراف بأنك غير سعيد في وضعك القائم ومحاولة تقبل الفكرة تمهيدًا للتعامل معها وليس إنكارها.
أكره أن أحب مثل الناس… أكره أن أكتب مثل الناس… أود لو كان غنائي كنيسة… وأحرفي أجراس.