الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

إليكم الجزء الثاني عشر من قصة نجمة عمر ”الغرف الفارغة“

تنشر لكم جريدة عيون المجلس الجزء الثاني عشر من قصة “الغرف الفارغة” للكاتبة نجمة عمر علي.

قيل إن من آداب الطرق على الباب أن تطرق ثلاثًا، ففعلت وناديت الاسم ثلاثًا. وبين النداء والنداء، انتظرت لألتقط أنفاسي وأجمع شتات روحي. هممت بالرجوع، حاملة وجعي ورماد أنفاسي، عائدة بخذلاني وهواني. لكن الباب فتح، وسمعت أزيز احتكاك الخشب بالبلاط، وكأنه حديد ونحاس.

التفتت والبسمة تعلو محياي، مستفسرة عن الحال. كانت عيني تقطر، وقلبي ينتفض، وأنفاسي تتعالى. كنت ألهث شوقًا وحنينًا، كنت الغبية في كل شيء حتى في الكلام. كان الجواب كصقيع الثلوج. لم يرفع بصره ليرى دموع الغوالي، لم يكترث لحال مريض يحتاج لجرعة من الدواء. كان كعادته يتحجج بالاختناق، كان كما كان يبحث عن سبب ليتنفس. كنت السبب ليفعل، لا لم أكن كذلك، فلو كنت لسمعت خبر موته منذ أخلف وعده بالسؤال عن الحال.

شُفي من كل شيء، وأنا من ساعدته على الشفاء. خضت تجربة الكبرياء، ووعدته أن يتعلم ويفقه قوانينه مني، ففشلت وانهزمت. عدت أركض أسأل عن حركات تنفسه. كنت في موضع المستسلمة، كان الصبر قد أتى على أفنان الماضي، وتعودت الأرض على الجفاف. ما كان عتابًا ولا ملامًا، ولا حتى ضعفًا ولا هوانًا. كان اعترافًا بالجميل لذات ليل كئيب، وصرخة مزمجرة تلعن كل ما كان. كان كل الأمر قصة من قصص الزمان المرثي، والصلاة على الميت في رحاب الأقصى، وصوت الرصاص يصم الآذان.

طرقت ثلاثًا، وانتظرت الإذعان بالدخول لغرفة الضيوف. خلعت روحي، واقتلعت قلبي، وأغمضت عيني، وكتمت نفسي، وسددت أذني، وامتنعت عن الإحساس. كان ضربًا من الجنون والتيه والخيال، كان من ضروب الكبرياء المزعوم. كان ذلك الذي تقرع له الطبول، وتنتحر لأجله الأشواق، وترتبك عنده الكلمات، وتنظم له القصائد المقفاة. كان أكبر كذبة يشهدها تاريخ الإنسان ذلك الذي يسمونه… تجسد الصمت على هيئة ضباب. خففت عنه حمل الأشجان وقطفت الورد بالأشواك. كنت لا أفهم معنى الإلهام حتى تاه من صفحاتي، وأطفأت شمعة الهذيان.

كنت في ورطة، ورطة الوقوع في كل شيء بلا شيء اقترفته. كقصة من زمن الطفولة، كمن علق مئزره بجذع بعد عاصفة، والأزرار تطايرت، وعلق زر في كبد الفضاء والتَهب. كعشية تغشاها كتب مخصصة للفقراء، كمن يستغني عن روحه، كمن دخل قبوًا وتبع الضوء ليجد نفسه في المقبرة. رجل بمعطف أسود وقبعة سوداء، وصوت غراب وظلام دامس، وصوت حفيف الأشجار، وقرمشة أوراق الخريف، وصوت الرعب يعلو من تحت الخيام. كمن أصنعه من الرمل وأذريه مع رمادي.

هنا ينتهي الجزء الثاني عشر من قصة “الغرف الفارغة” للكاتبة نجمة عمر علي، وسبق أن نشرت الكتابة نجمة عمر الجزء الأول والثاني من قصتها عبر موقع جريدة عيون المجلس ويمكنك قرائته من هنا:

قصة الغرف الفارغة ” 1 “

إليكم.. الجزء الثاني من قصة نجمة عمر”الغرف الفارغة”إقرأ الآن..

الجزء الثالث من قصة “الغرف الفارغة” للكاتبة نجمة عمر علي

الجزء الرابع من قصة نجمة عمر علي “الغرف الفارغة”

إليكم الجزء الخامس من قصة نجمة عمر ” الغرف الفارغة “

إليكم الجزء السادس من قصة نجمة عمر ” الغرف الفارغه “

جزء جديد سابع من الغرف الفارغة قصة نجمة عمر علي

الجزء الثامن من قصة نجمة عمر ” الغرف الفارغه”

إليكم الجزء التاسع من قصة نجمة عمر ”الغرف الفارغة“

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

الكهرباء: خريطة مكانية لرصد المناطق الأكثر سرقة للتيار لسهولة القضاء على السرقة

كتب/ أحمد نور أوضح مصدر مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة عن  عمل خريطة مكانية بالمناطق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *